مشروعية صلاة الضحى ووقتها

قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بها أصحابه رضي الله عنهم، ويحثهم عليها، ويوصيهم بها، وقال ﷺ: «صلاة الأوابين حين ترمض الفصال».

  • التصنيفات: فقه النوافل -

عن زيد بن أرقم رضي الله عنه: أنه رأى قومًا يصلون من الضحى فقال: أما لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعة أفضل، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قـال: «صلاة الأوابين حين ترمض الفصال»؛ رواه مسلم[1].

 

يتعلق بهذا الحديث فوائد:

الفائدة الأولى: صلاة الضحى من النفل المطلق الذي يصلى في أول النهار وقت الضحى، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بها أصحابه رضي الله عنهم، ويحثهم عليها، ويوصيهم بها؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام؛ متفق عليه[2]، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث لن أدعهن ما عِشْتُ: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وبألا أنام حتى أوتر؛ رواه مسلم[3]، وهذه الأحاديث تدل على استحباب صلاة الضحى كل يوم، وهذا هو الصحيح من أقوال أهل العلم رحمهم الله تعالى.

 

الفائدة الثانية: وقت صلاة الضحى من ارتفاع الشمس قِيدَ رمح، يعني: بعد الشروق بربع ساعة تقريبًا، إلى قبيل الزوال، يعني: قبل وقت الظهر بعشر دقائق تقريبًا، ولا تجوز صلاتها في وقت النهي عند شروق الشمس، وتصلى في أي وقت من الضحى، وتأخيرها إلى وقت اشتداد الحر أفضل لمن لم يخشَ تركها، وذلك قبل الظهر بساعة ونحوها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: «صلاة الأوابين حين ترمض الفصال»، ومعنى ((حين ترمض الفصال)): حين تحترق أخفاف الفِصال، وهي الصغار من أولاد الإبل، من شدة حر الرمل، ومَن خشي تركها فليصلها قبل الخروج من بيته، أو أول ما يذكرها في صباحه.

 

الفائدة الثالثة: ثبت في فضل صلاة الضحى حديث أبي ذر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة؛ فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى»؛ (رواه مسلم) [4].

 

قال بعض العلماء رحمهم الله: إنما كانت صلاة الضحى بهذا الفضل العظيم؛ لأنها في وقت انشغال الناس؛ اهـ؛ فلذلك لا يحتج شخص بتركها لأجل الشغل؛ لأنها إنما كانت بهذا الفضل لأجل أنها في وقت انشغال الناس، فمن ترك أعماله وانشغل بهذه الصلاة، فهذا دليل اهتمامه وحرصه، فيكون له هذا الثواب العظيم.

 


[1] رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الأوابين حين ترمض الفصال 1/ 515 (748).

[2] رواه البخاري في كتاب الصوم، باب صيام أيام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة 2/ 699 (1880)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة الضحى 1/ 449 (721).

[3] رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة الضحى 1/ 499 (722).

[4] رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب صلاة الضحى، وأن أقلها ركعتان 1/ 498 (720).

__________________________________________________

الكاتب: الشيخ عبدالرحمن بن فهد الودعان الدوسري