• الشيخ المقرئ محمود إدريس

    هو علم من أعلام القرآن، وفارس من فرسان القراءة والإتقان، على يديه تخرج المئات من الحفظة المتقنين لكتاب الله تعالى. ذلكم هو فضيلة الشيخ المقرئ المجوّد المتقن محمود إدريس غفر الله له.

    اسمه ومولده: محمود بن عبد القادر بن إدريس بن ناصر عكاشة، وعرف باسم " محمود إدريس "، من مواليد مدينة اللد بفلسطين - فكّ الله أسرها - في عام 1938م تقريباً. متزوج منذ سنة 1954م ورزق باثني عشر مولوداً والحمد لله.

    بدأ الشيخ رحلته مع القرآن الكريم في سنة 1959م ، حيث بدأ بالحفظ وكان تواقاً لفهم معاني الآيات القرآنية، فاستعان بكتاب تفسير القرآن العظيم لابن كثير.

    وكانت طريقة الشيخ في الحفظ أن يحفظ عشر آيات، فيقرأ تفسيرها ويفهمها ثم ينتقل إلى غيرها وهكذا. حيث كان ينتهج منهج الصحابة رضوان الله عليهم حيث كانوا يقرؤون عشر آيات فيعلمونها ويحفظونها ويعملون بها.

    فالقرآن ميسر حكماً وتعليماً وحفظاً وهكذا حتى أتم الحفظ كاملاً في عام 1961م.

    تردد الشيخ في أيام حفظه للقرآن الكريم على مسجد عمر بن الخطاب في الزرقاء، ودرس في تلك الأيام على شيخ مصري اسمه محمد الأمجد - رحمه الله تعالى – حيث درس عليه التفسير والوعظ والخطابة، وكان الشيخ محمد الأمجد - رحمه الله - داعية ملهماً يذكر القصة في درسه لو أعادها مراراً لا تملّ سماعها لجمال أسلوبه وقوة بيانه.

    وكان للشيخ رحمه الله عملا خاصا به، فآثر أن يعمل خادماً في مسجد عمر في سنة 1961م. ثم عمل مؤذناً ثم مدرساً للقرآن في دار القرآن الكريم في نفس المسجد، ثم قيّماً للمكتبة الإسلامية في المسجد، ثم إماماً وخطيباً فيه خلفاً لشيخه سعيد سمّور - رحمه الله - وذلك من عام 1972م حتى عام 1994م.

     وعمل أيضاً في كلية الشريعة مدرساً لمادة التلاوة ودرّس أيضاً في جامعة آل البيت سنتين برفقة الدكتور محمد خالد منصور حفظه الله. وتنقل بين عدة مساجد، حيث عمل إماماً في مسجد قرطبة ثم مسجد أبي حويلة، وأخيراً استقر به المقام إماماً متطوعاً في مسجد ابن ماجة، ومدرساً للقرآن الكريم في دار قرآنه لوجه الله تعالى.

    مشايخه في القراءة النحوية :

    الشيخ المقرئ عبد الودود الزراري رحمه الله: وكان وعاءً من العلم في اللغة العربية والقراءات والعلوم الشرعية حافظاً لمتونها عارفاً لفنونها، بدأ الشيخ بالقراءة عليه في عام 1962م رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية وأتم الختمة في يوم السبت 27 رجب 1385هـ الموافق 20 تشرين الثاني 1965م وأجازه رحمه الله بسنده المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن شيخه العلامة المقرئ عامر بن السيد عثمان رحمه الله تعالى. ولازم الشيخ عبد الودود أكثر من ربع قرن حتى وفاته رحمه الله وأفاد منه كثيراً.

    الشيخ سعيد بن حسن سمور رحمه الله: قرأ عليه رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية وأجازه بها بسنده من شيخه المقرئ عثمان سليمان مراد صاحب السلسبيل الشافي، وتلقى عن الشيخ سعيد متن السلسبيل الشافي وشرحه وكانت الإجازة في يوم الأربعاء 1 محرم 1389هـ الموافق 19 آذار 1969م.

    مشايخه في العلوم الأخرى:

    الشيخ نوح القضاة: درس عليه الفقه

    الشيخ هود القضاة: درس عليه الفرائض

    الشيخ عبد الودود الزراري: درس عليه التوحيد والحديث الشريف

     الأستاذ رجب القدسي : درس عليه اللغة العربية من نحو وصرف

    الشيخ أكرم النواس: درس عليه التفسير

    وانتفع بهؤلاء الأعلام وغيرهم.


    تلاميذ الشيخ رحمه الله:

    أكرم الله الشيخ بأن يسر له إقراء الكثير من خلقه، وقد فاق عددهم المائتين، حيث بدأ بالتدريس والإقراء في دار القرآن الكريم منذ سنة 1965 إلى حد الآن والحمد لله، وقرأ عنده من الأردن وخارجها. ومن أشهرهم: "الشيخ ضيف الله أبوصعيليك، والشيخ أحمد رائق، والشيخ الدكتور إبراهيم الجرمي، والشيخ زياد إدريس الذي جمع القراءات فيما بعد عند الشيخ سعيد العنبتاوي رحمه الله، والشيخ مشهور العودات أيضاً من الذين جمعوا القراءات عند الشيخ سعيد العنبتاوي، والشيخ أنور الشلتوني، والشيخ طارق عصفور .. وغيرهم كثير .."

    تلاميذ الشيخ من النساء:

    أقرأ مجموعة من النساء منهن: كوثر بنت عاطف، وطالبة اسمها (زاهدة) وهي تدرس بالسعودية.

    منهجية الشيخ في التدريس والإقراء والإجازة ؟
    يقوم الشيخ بالتدريس يوميّاً في المسجد بين المغرب والعشاء، وقد يكون هناك مواعيد مختلفة لطلاب متقدمين أو غير ذلك، يقرأ لكل طالب ربعاً من القرآن، والحافظ من حفظه يقرأ، وغير الحافظ يقرأ من المصحف الشريف، فإذا ما ختم أعطي الحافظ لكتاب الله إجازة وسنداً أما غير الحافظ فيعطيه إجازة فقط (شهادة) وإذا رأيى أن الطالب أصبح يتقن ويتميز فإنه يزيد من حصته في القراءة .

    من أهم أعمال الشيخ وإنجازاته:
    لا يوجد للشيخ مؤلف مكتوب أو كتاب منشور. وكان قد سجل برنامجاً من ثلاثين حلقة يعلّم أحكام التلاوة والتجويد كان يذاع بالإذاعة الأردنية،


    رأي الشيخ في المصاحف الصوتية المسجلة:
    يقول الشيخ رحمه الله: إن المآخذ على أكثر من سجلوا المصاحف بأصواتهم عدم مراعاة الوقف والابتداء في تلاوتهم، وكما نعلم أن هذا العلم مهم جداً لطالب علم التجويد والقراءة، وكنت قد قرأت أنه لا يجاز القارئ بالقراءة والإقراء حتى يكون عنده علم في الوقف والابتداء. والحقيقة أن المصحف المسجل بصوت الشيخ الحصري - رحمه الله - برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية فيه مراعاة ودقة في الوقف والابتداء.

    نصيحة من الشيخ رحمه الله لأهل القرآن:

    يقول الشيخ رحمه الله:  أوصيهم وأذكرهم بقوله تعالى: " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله " وبقوله تعالى: " واتقوا الله ويعلمكم الله " ، وكما نعلم أن هذا القرآن لا تنقضي عجائبه، فيجب على قارئ القرآن أن يتدبر ويتفكر ويفهم القرآن، وأن يراعي الوقف والابتداء، فإن ذلك مفتاح لفهم الآيات.

    نسأل الله جل وعلا أن ينفع بالفوائد التي أتحفنا بها الشيخ رحمه الله وأن ينفع به ويجزيه خير الجزاء.

  • الأردن

معلومات

الشيخ المقرئ محمود إدريس

هو علم من أعلام القرآن، وفارس من فرسان القراءة والإتقان، على يديه تخرج المئات من الحفظة المتقنين لكتاب الله تعالى. ذلكم هو فضيلة الشيخ ...

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً